شهادة حول التعذيب ابتسام عزادين هكذا ضربوني وشتموني ورموني في المعتقل
ابتسام عزادين مناضلة النهج الديمقراطي القاعدي بفاس اعتقلت رفقة العديد من رفاقها يوم الخميس 21 ماي 2015 ، تحكي قصتها مع التعذيب والضرب والاهانة بدءا من لحظة اعتقالها وصولا الى عرضها امام المحكمة.
"كنت من بين الذين تم اعتقالهم، اذ تم
اختطافي أنا وأخت المعتقل السياسي هشام بولفت من طرف أجهزة القمع السرية (حوالي ست
عناصر بالزي المدني) وبدأوا بضربي في مختلف أنحاء جسمي بكل وحشية وهمجية، ثم رموني
داخل إحدى سيارات القمع، التي تحولت إلى غرفة للتعذيب، إذ أشبعوني فيها ضربا وسبا
وشتما بالكلام الساقط من قبيل "هاد النهار نهارك ألق..." "نتي
ليعطيتي شرارة المواجهة يا لق..." "... لي بحالك خصهوم يتنا..."،
بعدها حضر أحدهم، وهو الذي قد منعني من الوقوف إلى جانب عائلات المعتقلين
السياسيين أمام "المحكمة"، وبدأ بضربي واستفزازي قائلا " ياك
قلتليك ألق... حذا المحكمة سير بحالك ونتي مكتسمعيش هاد انهار نوريك..." ثم
جاء آخر وشدني من شعري بشكل جنوني والآخرون يستهزؤون ويضحكون...
الوصلة الثالثة:
بعد ذلك نقلونا إلى ولاية القمع، العالم
المظلم والموحش بسراديبه النتنة والمتعفنة، التي لا طالما ظلت شاهدة على أنين
وعذابات المعتقلين السياسيين، بعد وصولنا أصعدونا للطابق الثاني، حيث رأيت مجموعة
من الطلبة الذين تم اعتقالهم، وأدخلوني لأحد الغرف، حيث كان في استقبالي أكثر من
ست جلادين، فبدأوا بمجرد دخولي، بالسب والشتم والقدف بالكلام النابي والتهديد بالاغتصاب،
ونطق أحدهم " هاد الق.. هي ليعطات شرارة الانطلاق للمواجهة... راها هي
الزعيمة ديالهوم ألحاج"..."..عندنا التصاور والفيديوهات، كون
هاني"، ثم أجلسوني على ركبتي إلى الأرض، وبدأوا بصفعي وركلي بشكل هيستيري..
ليبدأ بعد ذلك مسلسل الاستنطاق " شنو سميتك؟.. سنو سميت باك؟ وموك؟.. شنو شنو
شنو؟؟... ثم انتقلوا إلى أسئلة أخرى حول المسيرة والمواجهة" شكون
لواجه؟"، " ومن كان يرفع الشعارات في التظاهرة؟ ما هي الشعارات التي
رفعتم؟... وبين كل سؤال وآخر، فصل من الضرب والسب وإهانة الكرامة...بعد ذلك نقلوني
إلى جلاد آخر، ليكمل استنطاقي، معيدا نفس الأسئلة بالإضافة إلى أخرى من قبيل:
" شكون لينشط في الساحة دابا؟"،" واش غا تقاطعوا الامتحانات هاد
العام؟"، " شكون لكينشط فالحي الثاني؟" و " علاش درتوا المبيت
الليلي"؟ "فين باغيين توصلوا؟"، أمام صمتي يشتد جنونهم، وينهالوا
علي بالركل والصفع بطريقة وحشية، ويقول أحدهم وهو يشتمني " غير هضري ألالة
ابتسام، حنا عارفينك مزيان الملف ديالك راه كبير ولكن مغاديش نفتحوه دابا..."
"دابا نتي ليكوجدوك باش تكملي الطريق ياك الجنينة؟"..." شكون هادوا
لأطروك أشيطانة؟"...، دام الاستنطاق لساعات طويلة، وبعد ذلك أنزلوني إلى
"لاكاب"، وأمروني أن أعطيهم "سمطة دالسروال" وكذا " سيور
السبرديلة"، وأحضروا امرأة قمع قامت
بتفتيشي بطريقة بشعة، حيث جردتني من كل ملابسي وهي تقول " هادي غير البداية مزال
غنرحبوا بكم" ثم أدخلوني إلى جانب إحدى الطالبات التي تم اعتقالها أيضا، وأخت
المعتقل السياسي هشام بولفت، إلى إحدى الغرف حيث توجد إحدى معتقلات الحق العام،
وحيث توجد أفرشة متسخة وممتلئة بالحشرات الصغيرة.
في صباح يوم الجمعة 22 ماي، يوم الذكرى
السنوية الثامنة لاستشهاد الرفيق "محمد الطاهر الساسيوي" الذي اغتالته
القوى الشوفينية بموقع مكناس في نفس التاريخ من سنة 2007، أخرجونا الواحدة تلو
الأخرى تحت السب والشتم، ليثم تجديد اللقاء بالجلادين الذين استنطقونا في اليوم
السابق، لم يختلف اليوم عن سابقه، اللهم في إبداع الجلادين وتفننهم في التعذيب
بمختلف الأشكال، على إيقاع نغمات صراخهم وكلامهم المنحط الذي لا يمت للإنسان في
شيء، ثم أعادوني إلى " لاكاب".
الوصلة الرابعة والأخيرة:
قضينا الليلة داخل أحد الزنازين
النتنة، ونحن نتألم من شدة التعذيب الدي تعرضنا له، وزاد من معاناتنا البرد
القارس، وفي كل لحظة يدخل علينا رجل قمع ويشرع في استفزازنا، وفي صباح يوم السبت،
نقلونا إلى "المحكمة الابتدائية"، ولحظة إدخالي عند وكيل الكمبرادور، بدأ
يسألني نفس الأسئلة السابقة، ثم بدأ يسبني خصوصا عندما طالبت بالخبرة الطبية، لأنني
كنت أعاني من آلام حادة على مستوى العمود الفقري والرجل اليسرى، قائلا " كن
كلستي تقراي بحالك بحال كاع ماكن غيضربوك.." وبعد أن واجهته الرفيقات بأنني
لم أستطع النوم نهائيا داخل ولاية القمع من شدة الآلام، وبعد عدة ساعات، تم قبول
عرضنا على الخبرة الطبية وأنا وطالبة أخرى، وبعدما فحصنا الطبيب أخبرنا وجود
إصابات على مستوى جسدنا، سيتم إرجاعنا إلى "محكمة"، حيث تمت متابعتنا في
حالة سراح مؤقت، بينما تم الاحتفاظ بثلاث رفاق رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين
قادوس السيء الذكر."نشرت هذه الشهادة في الموقع الرسمي للنهج الديمقراطي القاعدي بفاس
لا يوجد تعليقات على " شهادة حول التعذيب ابتسام عزادين هكذا ضربوني وشتموني ورموني في المعتقل "