انتفاضة حي الرحمة بســــلا ،ماذا وقع؟ ردا على موقع 360 وجريدة المساء وهسبريس.
أمام الحملة الاعلامية التي شنتها الكثير من المواقع الالكترونية بمعية بعض الجرائد الوطنية والتي كانت منتظرة، نظرا للظروف العامة والمقلقة التي تجتازها البلاد. من احتقان اجتماعي وبؤس أخذ في الانتشار حتى وسط الفئات التي كانت تحسب على الفئات الوسطى، والتي أصبحت تنحو أكثر تجاه الفئات المفقرة من أبناء الشعب. حيث تحول بعض مدراء المواقع وبعض الصحفيين من هواة الاصطياد في الماء العكر. والذين أصبحوا متصيدين لادنى فرصة تتاح لهم لتوجيه سهام نقدهم الى كل من له علاقة بفضح تعسف السلطة ضد المواطنين والمواطنات. وأمام هذه الحملة الاعلامية الخبرية المدروسة والموجهة من بعض الجهات الامنية. أكون مجبرا على الرد على بعض ماكتب في الجرائد والمواقع الالكترونية وأن كان يعزف نفس النغمة الخبرية(مصدر أمني) . فأنه يؤدي الى نفس الهدف والنتيجة. التشويه وتزوير الحقائق ولبس الحقائق بسفاسف الاخبار.
الحدث:
حوالي الساعة العاشرة و 45 دقيقة قام شرطي مرور بالاعتداء على مواطن(محمد بلحمرا) يسوق دراجة نارية، بعد أن طلب منه أوراق دراجته وفق الاجراءات الروتينية الجاري بها العمل بعد أن لاحظ ان الرجل لا يضع واقي للرأس وحسب الروايات التي لا يزعم أحد التحقق من صحتها، فقد انهال الشرطي على رأس الضحية بقضيب حديدي. مسببا له جرحا كبيرا، هذا بعد التذكير أنه سبق للضحية أن أجرى عملية جراحية لرأسه في حادث سابق.أجتمع بعض المواطنين حول الضحية الذي سقط على الارض، كما قاموا بتطويق الشرطي ومنعه من مغادرة المكان، بينما حضر بعض أفراد عائلة الضحية ومن ضمنهم زوجته، بينما زاد عدد المواطنين المتواجدين في مكان الحدث مع الوقت. والذي طالبوا بنقل الشرطي مصفدا الى أقرب مركز أمني. كما طالبوا بحضور وكيل الملك الى عين المكان من أجل التحقيق حول الحادث. وامام عدم استجابة المسؤولين الامنيين الذي كانوا في عين المكان الى هذه المطالب. فقد ارتفعت الشعارات ضد الحكرة والقمع الموجه الى ضحية والمطالبة بالقصاص من أجل الشرطي واتخاذ الاجراءات القانونية معه.
السلطات لم تقف مكتوفة الايدي، بل قامت بمحاولات عديدة من أجل فك الطوق الذي ضربه المواطنون الغاضبون حول الشرطي المعتدي. وجرت محاولات عديدة لتهريبه، نجحت أخرها بعد أخذ ورد ومناوشات بين الشرطة والمحتجين.هذا فيما ضل الضحية (محمد بلحمرا) ممددا على الارض مع حضور سيارة الاسعاف حيث رفض أقربائه ذهابه الى المستشفى قبل حضور وكيل الملك. ومع مرور الوقت أخذ المواطنون في التوافد على مكان الحدث حيث وصل عددهم لاكثر من 2000 شخص.
في الساعة 12 و 45 دقيقة تلقينا الخبر و نحن ننهي مسيرة 20 فبراير بالرباط. حيث انتقل على الفور كل من الكاتب العام للجمعية -الطيب مضماض وكذا رئيس الفرع المحلي بمدينة سلا بمعية بعض مناضلي ومناضلات فرع سلا و 20 فبراير تنسيقية سلا. حيث قمنا بمعاينة كل ماسبق ذكره.حيث قام الكاتب العام للجمعية بمعاينة مكان احتجاز الشرطي داخل سيارة من نوع (بارطنر) وكذا حالة الضحية محمد بلحمرا. حيث طالب الكاتب العام السلطات بالاستجابة الى مطالب عائلة الضحية محمد بلحمرا. بينما أجرينا محاولاتنا الحثيثة من أجل اقناع عائلة الضحية بنقله الى المستشفى لان حالته لا تحتمل التأخير. نجحت في الاخير وانتقلنا مع الضحية وعائلته الى مستشفى الامير مولاي عبد الله بسلا. وبعد الفحوصات الطبية الاولية وتقديم العلاج المستعجل حضر الى عين المكان كل من نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسلا ورئيس الشرطة القضائية. حيث عاين الجرح على رأس الضحية وأكد له انه أعطى الاوامر من أجل فتح تحقيق في النازلة. بعد ذلك تم نقل الضحية الى مستشفى ابن سينا بالرباط من أجل استكمال الفحوصات اللازمة، رافقه منسقة لجنة الخروقات بالفرع -فاطمة الزهراء الحديوي بمعية بعض المناضلين. حيث انهى الضحية كافة الاجراءات قبل عودته الى محل سكناه.
الحملة:
حملة الاكاذيب والافتراءات التي جرت بعد ذلك كانت مدهشة أولها من نقلته هسبريس على لسان مصدر أمني، بأن النيابة العامة أمرت بتعميق البحث مع المعني بالأمر، المعروف بتعدد سوابقه في الاتجار بالمخدرات والعنف، وذلك من خلال عرضه على الخبرة الطبية بمستشفى ابن سينا بالرباط. بينما الضحية نقل الى مستشفى ابن سينا فقط من أجل استكمال الفحوص الطبية. نفس الخبر أوردته كود نقل عن نفس المصدر الامني. ''يبدو أن للمواقع نفس المصدر" . انصاف-بريس اجتهدت شيئا ما والاجتهاد محمود اذا كان هدفه تحوير الحقائق. حيث أشارت أن الشاب كان مصابا من قبل التقائه بالشرطي. جريدة المساء في عددها ليوم 24 فبراير 2015 قالت بأن شقيق الضحية هو من أتى الى مكان الحادث بضمادة على رأسه مفتعلا تعرضه للعنف، كل هذا نقلا عن المصدر الامني التي اجتهدت المواقع والجرائد لجعله يبدو متناقضا مع نفسه. لكن مايهمنا في كل هذا القيل والقال هو ما أورده موقع 360 وهو للاشارة موقع -مغربي-مستقل-(لول) ينقل الاخبار العامة. حيث أشار ولكن هذه المرة بدون ذكر كلمة المصدر الامني ربما لان كاتب القصاصة هو المصدر الامني نفسه:
"ذكر أن بعض الفعاليات المحسوبة على ما يسمى بحركة 20 فبراير حاولت استغلال هذا الحادث العرضي والمعزول سياسيا، وذلك من خلال ترديد بعض الشعارات بعد أن اندس بعض من أفرادها بين الفضوليين، قبل أن يتفرقوا أمام عدم انسياق الحاضرين أمام هتافاتهم"
نفس الفقرة بالذات والصفات أوردتها جريدة المساء نقلا عن مصدر أمني بتوقيع المراسل مصطفى الحجري، المعروف بتحريه للدقة الصحفية والذي ينقل الخبر دائما مرفوقا بالرأي والرأي الاخر(الذي هو نفس الرأي) مع اختلاف في الصياغة لتجنب التكرار.
توضيح لابد منه:
يجب ان يعلم المصدر الامني ان حضورنا في هذا الحدث لم يكن من أجل استغلال حادث عرضي، معزول سياسيا(ربما المصدر لا يفهم في السياسة) لاشي معزول سياسيا. ان أشكال حركة 20 فبراير تعلن عن نفسها بدون مواربة ولا نحتاج ان نتسلل وسط الناس حتى نرفع ما نؤمن به من شعارات. وسنستمر في تأدية واجبنا أعجب ذلك المصدر أم لم يعجبه.
على سبيل الخاتمة :
الدرس الاول: لقد أثبت المواطنون السلاويون بأنهم قادرون على الاحتشاد والدفاع عن أنفسهم مهما كانت قوة خصمهم وبأن الحق يأخذ ولا يعطى وان التكتل يصنع المعجزات، كما تعلم السلطات الامنية ان زمن الحكرة والتعسف والقهر قد ولى. لقد شاهدوا بعضهم بعضا وكيف أحسوا بالعجز أمام جحافل الشباب التواق الى الحرية الكاره للضلم. وتعلم ويعلم المصدر الامني ان انتفاضة حي الرحمة بسلا هي نتاج كل ما عملت من أجله حركة 20 فبراير طيلة أربع سنوات. وان عظمة وقوة الجماهير لا تخيفنا بل على العكس تمنحنا القوة والعزم على مواصلة نضالنا في سبيل الجماهير. ويجب على المواقع الالكترونية التي تمهر أخبارها تحت اسم ''المصدر الامني" حتى تزيح عن نفسها المسؤولية ان تتحلى بالمهنية وان تتصل بجميع الاطراف حتى تتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وحتى يكون للخبر دوره في صناعة رأي عام حقيقي وليس رأي عام على المقاس
ياسين المرزوكي
لا يوجد تعليقات على " انتفاضة حي الرحمة بســــلا ،ماذا وقع؟ ردا على موقع 360 وجريدة المساء وهسبريس. "